يطمح الكثير من طلاب الثانوية العامة لتحقيق أعلى الدرجات التي تؤهلهم للالتحاق بإحدى كليات القمة، وفي حال فشلهم يلجأ العديد منهم إلى الانتحار أو الدخول في اكتئاب.
الطب عامل أساسي للضغوطات النفسية والجسدية
«كل إنسان قادر على أن يصنع لنفسه المكانة والقمة في أي مجال يدخله، وكليات القمة وهم»، هكذا عبرت خديجة محمد، الطالبة بكلية الطب جامعة الأزهر.
وأضافت أن مستقبل الفرد مرهون بمجهوداته ومثابرته، ولا يُعَد تحصيل المجموع الخاص بكلية الطب دليلا على كونك شخصا ناجحا، وعدم تحصيله دليلا على إخفاقك، لأنها مجرد بداية تستطيع أن تجعلها ناجحة أو لا.
وتابعت: «والأهل وراء هذا التفكير الخاطئ لأنه دائما ما نجد الأهل يضعون فى أولادهم منذ الصغر أن دخول كلية الطب هو النجاح وما عداها فشل دون النظر للميول والرغبات الشخصية لابنائهم».
واستطردت: «إن كلية الطب من أكثر الكليات التي ستواجه بها صعوبات وضغوطات نفسية وجسدية، بجانب ضغوطات الدراسة وكثرة المناهج، وهناك طلاب طب تنعزل عن أهلها والناس المحيطة بها لأنهم لا يستطيعون الموازنة بين احتياجاتهم النفسية والجسدية وحق الناس المحيطة بهم سواء كانوا أهلا، أصدقاء، أو غيرهم وبين متطلبات المذاكرة، والامتحانات الدورية».
الهندسة والسياسة والاقتصاد في عِداد البطالة
من جانبه قال أحمد كامل، الطالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، «بالنسبة ليا مفيش حاجة اسمها كليات قمة، وكل الكليات سواسية، لكنها بتختلف حسب ميول كل شخص ورغبته في مجال أو تخصص معين، ونستطيع القول بأن كلمة كليات القمة فعلاً وهم، لأنه لا يوجد أي شيء في الحياة يجب أن نتوقف أمامه».
وأضاف: «إن كلية الهندسة لم تَعُد حلمًا جميلًا، وهناك بطالة تضرب العديد من خريجي الهندسة بسبب وجود أعداد كبيرة من الخريجين من الجامعات الخاصة والحكومية والاجنبية أكبر من سوق العمل».
وتابع: «لن تقف الحياة عند الهندسة أو الطب أو أي كلية أخرى، وعليكم اختيار الكلية المناسبة لكم ولقدراتكم وأن تضعوا المستقبل ومرحلة ما بعد الدراسة أمام أعينكم، كي لا تكتشفوا بعد التخرج أن سنوات الدراسة ذهبت هباءً، ولن تجدوا فرصة عمل بعد التخرج».
أما أميرة محمد، الطالبة بكلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، فقالت إن مصطلح كليات القمة مرتبط بالطب والصيدلة والهندسة ومازلنا في وهم كليات القمة، ولكن من وجهة نظري أن هذا الأمر مرتبط بالأهل والعيلة أولًا، ودافعهم من وراء ذلك هو التفاخر بين الناس ورغبتهم في الانتقال لمستوى اجتماعي أعلى.
وأضافت: «في الوقت الحالي لم يعد هناك أي من الكليات التي تؤمِّن لك مستقبلك، فكلما اجتهدت في تحقيق ذاتك ستصل للنجاح المرجو والمكانة المرموقة في مجالك، وهذا يأتي بالمشاركة في المؤتمرات والندوات والكورسات التي تخدم مجال عملك فيما بعد».
الألسن والإعلام بدون الرغبة والموهبة لا شيء
من ناحية أخرى، قال سعيد عطية، الطالب بكلية الألسن جامعة كفر الشيخ، «إن في نظرته الشخصية مصطلح كلية القمة مرتبط بالكلية التي يريدها الطالب، ولا يُشترط أن يُطلَق هذا المصطلح على كليات معينة، كما أن هذا المفهوم لابد أن يتغير لدى الأهل أولًا كي ينشأ أولادهم على المفهوم الصحيح المرتبط بقدراتهم وميولهم، وأيضًا حتى لا يكون الطالب مضغوطًا طوال هذه السنة الدراسية، وحتى لا يؤدي لعمليات الانتحار فيما بعد».
وعبرت ياسمين يس، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن المجموع ليس مقياسًا على تفوق الطالب، فهناك الكثير من الطلاب الذين تفوقوا في كافة المراحل الدراسية، ولكن لم يحالفهم القدر في مرحلة الثانوية العامة، وليس كل من يحصل على درجات مرتفعة يدخل كليات قمة كما يطلق عليها المجتمع، وإنما هناك من يُؤْثر ميوله ومواهبه على حديث ونظرة المجتمع، وهذا يكون بمثابة نقطة البدء في تاريخ حافل بالإنجازات في المجال الذي يتوافق معه.
تسرنا زيارتك رأيك يهمنا