الوطن :
فكر عثمان كثيرا وهو فى طريق عودته الى البيت من المدرسة،كيف يستعد لمعرض الرسم نهاية العام الدراسى وكيف يحصل فصله على المركز الاول فى هذه المسابقة،كان معلم الفصل قد طلب من عثمان وجميع زملائه ان يرسم كل واحد منهم لوحه للبيت الذى يعيش فيه ثم ياتى بها الى المدرسة،حين وصل عثمان الى بيته وهو فى حيرة،وقف يتامل البيت من الخارج،وفى المساء جلس عثمان فوق مكتبه يتأمل منظر بيته من الخارج ،اخرج لوحه رسم عليها بيته،والشارع الذى يطل عليه بيته الجميل ،واشجار النخيل الجميلة العالية التى تطل على بيته،احس عثمان وهو يرسم اللوحه كم ان بيته فى غاية الجمال،ثم حلم بان لوحته سوف تكون اجمل لوحه فى المدرسة كلها،وفى الصباح حين ذهب عثمان الى المدرسة ومعه اللوحة ،كان كل زملائه قد رسمو لوحاتهم الجميلة عن بيوتهم الجميلة ،اعجب معلم الرسم بهذه اللوحات الجميلة لمنظر بيوتهم الرائع،وطلب المعلم منهم ان يعلق كل واحد منهم لوحته التى رسمها على حائط الفصل،ولكن بشرط ان يضع كل واحد لوحته بجوار لوحه زميله المجاور له فى البيت.
قام عثمان وزملائة بوضع اللوحات بجوار بعضها البعض،فرح التلاميذ وهم يرون صور مدينتهم وقد اكتملت،وحين انتهو قال المعلم،بيت بجوار بيت بجوار بيت،اصبحت مدينتنا،هل تعرفون معنى ذلك،نظر التلاميذ منبهرين الى الحائط واللوحات التى علقوها فوقه،ثم اكمل المعلم حديثه،معنى ذلك ان الوطن هو انا وانت وزملائك واخوانك،وبيت بجوار بيت بجوار بيت،ثم صفق التلاميذ فى سعادة،وعاد المعلم ليكمل حديثه قائلا،انظرو وتخيلو لو ان احد هذه البيوت حزينه سيكون الوطن كله حزينا،لو حاول احد ان يفسد شيئا جميلا سوف يفسد جزء من الوطن،قام عثمان ولصق رسما لشجرة صغيرة فوق الحائط وهو يقول،هذا رسم الشجرة الجميلة التى زرعتها بالامس.
قال المعلم:
احسنت يا عثمان،انظرو هذه الشجرة الصغيرة،جعلت الصورة الكبيرة صورة الوطن اجمل،صفق التلاميذ الى زميلهم عثمان.
قال المعلم ما رأيكم ماذا نسمى لوحتنا الجميله التى اشتركنا فيها جميعا؟
قال التلاميذ نسميها الوطن.
ابتسم المعلم وقال هذا اسم جميل.
وفى المسابقة فاز فصل عثمان بالجائزة الاولى ،جائزة حب الوطن .
تسرنا زيارتك رأيك يهمنا