نظمت الجمعية الوطنية للسلام والتنمية ندوة توعوية بمركز شباب الجميزة بالتعاون مع الوحدة الاجتماعية بميت حواى التابعة لإدارة التضامن الاجتماعي بالسنطة بعنوان (سبل مكافحة ظاهرة العنف والانتحار بين الشباب بتناول الحبة السوداء وحماية أبنائنا من مخاطر الظواهر السلبية).. بمشاركة منطقة وعظ الغربية بإشراف وحضور الشيخ محمد عويس، مدير عام وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى، الدكتور إبراهيم محرم إمام وخطيب بالأوقاف، الدكتور ياسين بدراوى، المدرس المساعد بكلية الدعوة الإسلامية، إيهاب زغلول المنسق الإعلامي لمنطقة وعظ الغربية، الدكتورة دينا خيرى، بالإدارة الصحية بالسنطة، كما حضر المهندس أحمد زايد الأمين العام للجمعية الوطنية للسلام وحقوق الإنسان برئاسة المستشار محمد النجوم رئيس مجلس الإدارة.
وأعد الندوة وقام بتنسيقها أمل البرقى رئيس الوحدة الاجتماعية بميت حواى وعضو الجمعية الوطنية وشارك فى الإعداد مصطفى البرقى امين عام الجمعية وقدم الحفل عبد الفتاح سليم مفوض الجمعية بمركز السنطة.
في البداية اكد الدكتور إبراهيم محرم ان حرمة النفس الإنسانية من مقاصد الشريعة السمحاء وضروريات الدين وأن حرمةالنفس أعظم من حرمة الكعبة، عن عبد الله بن عمر قال: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وإن نظن به إلا خيرًا"، فالله خلقنا وسيَّر لنا السبل بمقدار، وفى أقدار الله الخير، قال تعالى (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، ومن هنا وجب الإيمان بقضاء الله وقدره دون سخط أو رفض بالإقدام على الانتحار والذي أجمع كافة العلماء وأهل العلم على أنه حرام، قال تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
وقال فضيلة الشيخ د.محمد عويس إن الدنيا دار بلاء وتحتاج منا الى الصبر والتحمل وقوة الإيمان، وعلى المرء ألا يجزع أويقنط من رحمة الله (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، وقال تعالى (قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ)، والله بشر الصابرين المحتسبين فقال تعالى «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»
وأشار الى أن ما يحدث من كوارث اجتماعية واخلاقية وعنف وجرائمَ أسرية وبين الشباب يرجع لغياب الوازع الديني وابتعاد الناس عن معية الله، قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) علموا أولادكم قراءة القرآن الكريم وحفظه فهو أعظم من جمع المال علِّموهم الأخلاق والخوف من الله فهو افضل سلاح تسلحون به أبناءكم وأفضل دعم لمستقبلهم فمنهج الله هو الحل لما يحدث من خلل وانتحار ويأس وقنوط، الله تعالى يقول (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). نحن مطالبون بأن يكون هناك حوار بين الأباء والأبناء بين الأزواج والزوجات وأن تكون لغة تفاهم بين أرباب الأسر واولادهم، فهذا من شأنه التوجيه والإرشاد وتعديل السلوك والحفاظ على استقرار الأسرة وحماية الأبناء من الانتحار والذي يسببه الكبت والضغط وغياب المودة والرحمة والحوار داخل محيط الأسرة، فحافظوا على أبنائكم بالتوجيه وزرع الوازع الديني ومعاملتهم كأصدقاء، فكم من مآسٍ تداركها الحوار الهادف والحب والاحترام داخل الأسر والعودة إلى الله (وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
وأشار الدكتور ياسين بدراوى أبوزيد الى أن كارثة الانتحار بين الشباب ظاهرة تحتاج إلى إعادة مسار للأسرة من الداخل ورأب الصدع والعمل على علاجه فوراً. وطالب أولياء الأمور بتعليم أولادهم الأخلاق وحفظ وتلاوة كتاب الله فهى خير حصن لهم والقلوب تعمر بقراءة القرآن والذهاب للمساجد، كما علينا أن نراقب أولادنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونحميهم من مخاطر إدمانها والمفاسد التي تأتي بها والتي قد تتسبب فى تدمير هؤلاء الشباب، وهذا لا يتأتى سوى بالرجوع الى الله.
وحذرت الدكتورة دينا خيرى العشرى من هذه الحبة المميتة واستخدامها في التخزين وضرورة استبدالها بوسائل أخرى تجنباً للحوادث واستخدام الزيت بدلا من الماء في التعامل مع الإصابة وبلع الحبة السوداء. وطالبت بالتسلح بالإيمان وطاعة الله، فهى الملاذ الآمن من كل شر.
كما تحدث الشيخ عبد الوارث حمام من أهالي القرية وعبد العزيز جميل من مدرسى الجميزة.
تسرنا زيارتك رأيك يهمنا